تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الکامل للخطبة السياسية لصلاة الجمعة بإمامة سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي

پخش صوت

بحث خارج الفقه السيد ياسين الموسوي
ينشر موقع yasinalmousavi.com الرسمي النصّ الكامل للخطبة السياسية لآية الله السيد ياسين الموسوي بتاريخ 21/02/2025 خلال صلاة الجمعة التي أقيمت في مسجد و حسينية امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في بغداد.

                                                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى واخرج المرعى فجعله غثاء احوى ثم الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير الطهر الطاهر والبدر الزاهر المنصور المؤيد والمصطفى الامجد ابي القاسم محمد واصلي واسلم على علي امير المؤمنين وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وعلى الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة اجمعين وعلى ائمة المسلمين؛ السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والخلف الحجة المهدي المنتظر، صلاة كثيرة تامة، عباد الله! اتقوا الله واعملوا للاخرة وتزودوا لها فان خير الزاد التقوى واتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون.

أريد أن أختصر المواضيع التي يمكن أن أتحدث عنها في هذه الخطبة في عنوان مشترك تقريبًا، وإن كانت الأحداث متعددة. العنوان الأساسي هو فلسطين والغيرة على أهلنا في غزة. فلسطين التي هي قضية العرب كانت وما زالت، وقضية الإسلام، وقضية المسلمين. 

عندما قامت بعض الدول العربية بالتطبيع وعقدت معاهدات مع إسرائيل تحت مظلة أمريكية، منذ عهد كارتر وحتى يومنا هذا، ودخلت في معاهدات بداية بحسني مبارك، ثم جاء دور الملك حسين في الأردن، ثم جاءت الأدوار الأخرى: الإمارات وبعض الدول العربية المطبعة الأخرى. 

الآن لم تعد قضية التطبيع موجودة، حينئذٍ لم تعد هناك قضية عربية اسمها فلسطين عند هؤلاء. لا توجد قضية عربية عندهم، ولكن عندنا نحن الشعب العربي هل توجد قضية فلسطين أم لا؟ لو كانت هذه القضية قضية الحكام، إذا لم تكن عندنا قضية فلسطين، لكنها ليست قضية الحكام، بل هي قضية الإسلام، غيرة الإسلام، قضيتنا نحن العرب. نحن العرب هذه قضيتنا هؤلاء يريدون أن يأخذوا منا فلسطين، ونحن نقول لا، ما زالت القضية قضيتنا الأولى وهي قضية مركزية بالنسبة لنا. حسنًا، الآن هؤلاء طبعوا، لِمَ طبعوا؟ طمعًا وخوفًا. خوفًا من الحروب، خوفًا من أن تُسلب عروشهم ويأتوا بغيرهم ويضعوهم مكانهم، خوفًا من أن يُحاصروا اقتصاديًّا، خوفًا من أن يبتلوا بشعوبهم، لأنهم مدعومون من هؤلاء الدول، من أمريكا. حينئذٍ، لو تخلت أمريكا عنهم، فمن باب أولى الشعوب تتخلى عن هؤلاء الحكام، كما دلت التجربة.

 

طبعوا! قبلنا، يا إسرائيل، صرنا نحن وإياكم أصدقاء، خصوصًا الإمارات. هل رأيتم كيف فعلوا تطبيعًا عجيبًا، صارت الإمارات بدلًا من العربية صارت الإمارات العبرية. فعلوا ما لم يفعله حتى اليهود في إسرائيل. إذًا هل انتهت القضية؟، طبعتم بعد هذا لم تعد هناك حرب، انتهيتم، ارتحتم.

الآن هناك جناح في لبنان يطالب بالتطبيع، وهو جناح معروف منشأه وارتباطه. لماذا؟ لأنهم لا يريدون حروبًا، ولا يريدون حصارًا، ويريدون تحصين وضعهم الإقتصادي. سمعنا من يقول نريد أن نحقق ذلك هنا في العراق. ظهر عندنا أيضًا مثل هذا التعبير، سمعنا من يقول: نريد تطبيعًا. عقدوا مؤتمرًا في الشمال، في أربيل. الآن نسمع هذا الرئيس الوزراء الأسبق، كما يحلو له أن يُسمى، أياد علاوي. أنا لا أريد أن أتكلم عنه بكلمات أو أصفه بوصف. الآن بعضهم يقولون: أصيب بالزهايمر، وبعضهم يقول كذا وكذا. هذه الكلمات كلها، أنا لا أريد الدخول فيها، لكنه كتصرف منه يقول: "كنت بعثيًا وأفتخر أني بعثي وأتشرف". شرفك بالبعث فمبارك عليك!، لكني أقول لك: هذا يجيء واحد آخر من المسؤولين يزعم بأن حزب البعث سُمح له أن يفتح مقرا رسميا في شمال العراق أو يُراد ذلك، وكما يزعمون، فإن البرزاني وافق على فتح هذا المقر. ثم يأتي شخص آخر أحمق، أو كما تعبرون عنه، بموقع رسمي مهم في البلد، يقول: "إذا رغد تريد أن تترشح، فمن حقها أن تترشح في الانتخابات القادمة". هذه المجرمة العاهرة بتعبير أصحابها، ليس نحن من نعبر بذلك، بل أصحابها يصفونها بذلك. ثم يجيء آخر يقول: "الآن يوجد حزب البعث في كل قرية ومدينة". هؤلاء أين يعيشون؟ أنا لا أقول شيئًا، لكنهم أين يعيشون؟ في العراق أم لا؟، خصوصًا أن واحدًا من هؤلاء رئيس برلمان، وواحدًا منهم رئيس جمهورية، وواحدًا منهم وزيرًا، وواحدًا منهم نائبًا، وواحدًا لا أدري ماذا، واحد كذا وكذا. لهم مواقع في الحكم، أين أنتم تعيشون؟ أين تعيشون؟ أول شيء، هل هناك شعب يحب حزب البعث؟ هذه فقط في الأحلام، وأنتم في مواقع التواصل الاجتماعي، والذباب الإلكتروني، تنشرون هذه المزاعم تريدون أن تسروا أنفسكم. أنتم أين موجودون؟ الآن لا يوجد حزب البعث، الناس في الوقت الحاضر حتى تركت الدين، تركت الله، انتهى شيء اسمه البعث، ما عاد هناك شيء اسمه بعثية. ثم أنتم مسرورون، تظنون أن الأمريكيين سيأتون بكم. يعني الأمريكيون إذا كانوا يستطيعون تغيير النظام الموجود، لما فعلوا ذلك؟. لا يستطيعون، لأنهم إذا أرادوا الآن أي تغيير، سابقًا كانت الأمة فيها نوع من الخوف، الأمة خائفة، الأمة نائمة، الأمة لم تتجرأ، الأمة مسالمة، خانعة. ولكن بعد فتوى سيد الأمة ومرجع الأمة، الإمام السيستاني، بعد ذلك، هل هناك خوف؟ نحن صرنا شعبًا يأكل البشر، شعبًا يأكل الحجارة، شعبًا يقاتل بأسنانه ويديه وينتصر، شعبًا لم يعد يعرف الهزيمة. لو كانت أمريكا قادرة على مواجهتنا، لما انهزمت سنة 2011 وجرّت ذيول الهزيمة. لو كانت تقدر على ذلك، لكانت لم تخرج جيوشها من العراق. لو كانت تسعطيع أن تهزمنا، لكان الوضع السياسي انقلب وتغير في العراق، وصار حالنا حال الدول الأخرى، وحصل التطبيع. أنتم أين تعيشون؟ الآن هناك أمة، وهناك ناس طيبون أطهار، قادرون أن يقولون كلمتهم. أمة العراق، أمة العراق، الآن نتحدث عنها قليلاً. إذا كانت هذه الترهات التي نعيشها لا يمكن أن تعود، اعلموا أن هناك آمال أمريكية، هناك سعي أمريكي أن يركعونا في العراق، ونخضع للإرادة الأمريكية بشتى الوسائل. يحصل صراع، ونتصارع، بعد ذلك من الذي سيصرع؟ نحن مطمئنون، نحن الأقوياء، وهم الضعفاء. هذا الصراع لا ينحصر في العراق، قلناه نحن، أنا منذ مدة أتحدث عن هذا الصراع. الصراع في المنطقة كلها، والذي يقود الصراع من؟ الأمريكيون، سواء كان بايدن أو ترامب، ولا فرق بينهم، لا تخدعون أنفسكم، لا فرق بين بايدن وترامب، نفس الشيء، ملة الكفر واحدة. أقول لهؤلاء المطبعين، الدول المطبعة، جاء دوركم، أنتم تسالمتم وتعاهدتم مع إسرائيل ومع أمريكا، لكن هل قبلوا ذلك؟ لا، الآن ما هذا الطرح، ماذا يقول ترامب؟ ترامب يقول: "يا أيها المطبعون، الأردن والسعودية والإمارات ومصر، يعني الرؤساء لدينا حساب معكم، ما هو هذا الحساب؟ يجب أن تتغير فلسطين، غزة أنا أشتريها".

انظروا إلى مدى وقاحته! لا، ليست أمريكا من يشتريها، بل أنا أشتريها بأموالي الشخصية وأحولها إلى منتجعات وفلل ومدينة سياحية. هذا صريح عبارة ترامب. أما الفلسطينيون، فهم تحت السيادة اليهودية الإسرائيلية. في الضفة الغربية، هناك مشروع تهجير أيضًا. إلى أين سيتم التهجير؟ أنتم جميعًا تعرفون ذلك. دعوا عبد الله، ملك الأردن، الذي جلس مع ترامب وقال له: "كما أخبرتك سابقًا، افعل ما أريد". واستمع إليه عبدالله. ثم دعوا السيسي، الذي لديه تجربة مع من سبقه، لأنه من يذهب إلى ترامب يجب أن يهز رأسه. فقال السيسي: لن أذهب ولن أهز رأسي. دعنا نرى إلى أين ستصل هذه الدول العربية، سواء تلك التي عقدت اتفاقيات تطبيع أو تلك التي لم تفعل. قالوا: "سنعقد قمة عربية طارئة". أين؟ في القاهرة. يا رؤساء الدول العربية، تعالوا لنحدد موقفًا واحدًا ضد القرار الأمريكي الذي أعلنه ترامب. تم تعيين تاريخ للقمة، لكن بعده صدر قرار بتأجيل القمة العربية إلى وقت لاحق، أي أنه لن تكون هناك قمة عربية. 

ماذا سيحدث؟ سينعقد اجتماع أخوي. اسمعوا، هذا ليس تعبيرًا مني، بل سمعتموه في الإعلام: "اجتماع أخوي"، ليس اجتماعًا سياسيًا، ولا توجد له قرارات رسمية، بل هو اجتماع صداقة بين ملك الأردن والسيسي وابن سلمان وحاكم الإمارات ودول الخليج، يجتمعون في الرياض، أو ربما في جدة، لا مشكلة. حددوا وقتًا لهذا الاجتماع الأخوي. انظروا، لقد أصابهم الخوف، فقال لهم ترامب: "حتى اجتماع لا تجتمعون؟" فقالوا: "نحن أصدقاء، نريد أن نلتقي بيننا". فقال: "نعم، لا مانع، يمكن أن نعطيكم إجازة، ولكن يجب أن يكون الاجتماع بدون قرارات سياسية". بالله عليكم، أين السيادة؟ أين هي السيادة عندما تقبلون بالتطبيع؟ ماذا يعني ذلك؟ تصبحون عبيدًا لأمريكا، عبيدًا لإسرائيل، منفذين للخطط الإسرائيلية. يعني ذلك أنكم تقبلون الفلسطينيين في بلدكم. ملك الأردن قبل بالأمر الواقع، والآن لن يدخلوا الفلسطينيون إلى الأردن فقط، بل سيصبح الأردن فرعًا من إسرائيل. وهكذا في مصر، وهكذا في السعودية. لأن نتنياهو قال للسعوديين: "لديكم مساحات واسعة، فاجعلوا فيها دولة فلسطين". 

إخواننا الآخرين المطبعين أيضًا يريدون فعل الشيء نفسه في محافظة الأنبار. هم يقومون بنفس الدور، إذا استطاعوا سيفعلون ذلك، ولكن لن يستطيعوا. ما سبب ذلك؟ سببه أمة لا تحترم نفسها ولا تعتز بكرامتها، وهذه هي النتيجة.

 

وأخاطب المسؤولين العراقيين: دوركم قادم، القطار قادم إليكم. إخواني، أبنائي في القرار السياسي، سنة، شيعة، مسيحيون، إيزيديون، أنتم جميعًا مشمولون بهذه النصيحة. الآن قالوا لكم: "اعقدوا قمة عربية في بغداد"، وصارت لديكم مشكلة بسبب دعوة أبو محمد الجولاني الإرهابي، ابن الإرهابي، القاتل، ابن القاتل، المحكوم عليه بالإعدام في القضاء العراقي. عندما يأتي إلينا، سيتم تنفيذ الأحكام القضائية واعتقاله. وإذا لم يتم اعتقاله ماهو المخرج، فأنتم تبحثون عن طريقة لكي لا ينفذ القضاء أحكامه أو يتراجع عنها. هذه هي نفس الطريقة التي وقع فيها الأردن، ووقع فيها المصريون، ووقعت فيها السلطة الفلسطينية، ووقعت فيها السعودية. سيأخذونكم شيئًا فشيئًا. أولادي، أحبائي الكبار، لا أريد أن أتحدث عن هؤلاء، الكبار يعرفون طريقهم. لقد رأوا التجربة التي رأيناها، هل من المعقول أنهم لم يروا جيدًا؟ هل من المعقول أنهم لا يعرفون هذه النتيجة؟ النتيجة هي أنه إذا قبلنا أن يأتي هذا الجولاني إلى مؤتمر القمة العربية، فمعنى ذلك استعدوا للأسوأ في هذا البلد، واستعدوا لفتح مقرات للإسرائيليين في بغداد، وليس في أربيل، بل في بغداد.

 

النقطة الأخيرة التي أردت التحدث عنها هي تشييع سيد شهداء الأمة، قائد الأمة العربية، سليل الحسين، الحسن بن الحسين. هذا التشييع يختلف عن جميع مراسم التشييع، لأن القائد يختلف عن جميع القادة. لأن هذا الشهيد لم يكن استشهاده كباقي الشهداء. لدينا العديد من الشهداء العظماء، ولكن المرحلة التي نعيشها الآن ليست كالمراحل السابقة التي عشناها وانقضت. هذه المرحلة التي نعيشها في المنطقة، قائدها نصر الله، شهيدها نصر الله، عظيمها نصر الله. التشييع لم يكن لشخص، بل هو إعلان قوة الأمة ورد الأمة على القرار الأمريكي الإسرائيلي. هناك قرار بانتصار المحور الأمريكي الإسرائيلي على الشيعة وإبادتهم في العالم. ما هو رد الشيعة في العالم؟ ما هو رد المؤمنين في العالم على هذا القرار الأمريكي؟ لا حاجة لأسألكم، عن العراق. أقول الحقيقة للتاريخ، ليرضى من يرضى، ولينزعج من ينزعج. 

استلهم من الروح الجهادية لهذا الشعب العظيم، -شعب العراق- يبدو أن الله تعالى قد ذخر هذا الشعب لآخر الزمان ليكون لسان التعبئة للمهدي ولجيشه عجل الله تعالى فرجه. هذا الشعب هو روح المقاومة المهدوية، هذا الشعب شاء الله أن يكون شعبًا عظيمًا. أنا لا أريد أن أقول لكم ماذا فعلتم أو لم تفعلوا، ولكن الآن الأمريكان يعرفون معنى هذا التشييع بالنسبة لهم ولدورهم. وإذا نجح هذا التشييع كما يريده المناضلون والمجاهدون الشيعة في العالم، فحينئذٍ معناه خسارة الإسرائيليين والأمريكان في هذه المعركة. كل ما يفعلونه من قصف وقتل وأخذ مواقع في الجنوب، كلها أمور تافهة، نقول لهم: "لا تفعلوا شيئًا، لا قيمة له". كله سخافة. 

ظهر بعض المسؤولين اللبنانيين، سنة ومسيحيون، يقولون: "نحن نحظر التشييع". وإذا لم يحظروه، فمن الذي دعاك لحضور التشييع؟ إذا أرادوا أن يحترموك، قالوا لك: "شارك أو لا تشارك"، لا أكثر. أنت لست في الحسبان، لا في العير ولا في النفير. الأمة نحن، القوة نحن، القرار نحن. تريدون أن تجعلوا القرار الأمريكي والإسرائيلي يحكم لبنان؟ سترون في التشييع ماذا سيحدث. من هو الذي سيحكم لبنان؟ تريدون أمريكا؟ تريدون الجولاني يحكم سوريا؟ سترون بعد التشييع من الذي سيحكم سوريا. أتريدون إسرائيل أن تحكم الأردن وتحكم السعودية وتحكم مصر؟ بعد التشييع، سترون من هي القوة العظمى في المنطقة. هذا التشييع سيقول لكم من هو القوي. الأمة الصابرة والرافضة التي ترفض الباطل سوف تظهر قوتها يوم التشييع. ذلك الذي يشارك في التشييع، فكأنما جهز نفسه ليكون في جيش صاحب الزمان القادم، غصبًا عمن يريده أو لا يريده، والمهدي على الأبواب.

 

انظروا، لا أريد أن أتحدث عن عظيم الأمة، الحسن، فالحسن هو الذي أسس هذا الكيان الممهّد لصاحب الزمان في المنطقة العربية. الحسن هو الذي أسس محور المقاومة، الحسن هو الذي أسقط المشروع الأمريكي والإسرائيلي، الحسن هو الذي جعلني أنا وأنت نفتخر بأننا شيعة. الحسن هو الذي جعلنا في قمة الاعتزاز. الحسن اليوم سيحضر أمامنا المهدي في تشييعه، وأنا أقطع بذلك، حتى لو لم نعرفه، أقطع بذلك. ولدينا روايات في هذا المعنى، ولكنني لست بصدد ذكرها الآن. هل تعرف الآن ماذا يحدث. اليوم في بيروت، في لبنان، تعرف أن اليوم ليس تشييعًا، غدًا ليس تشييعًا، بعد غدٍ ليس تشييعًا، بل بعد غد الظهر هو ساعة التشييع. ولكن اليوم، تعرف ماذا؟ العراقيون هؤلاء العظماء، هؤلاء الذين كانوا كأن المهدي مدّ لهم يده وقال: "قوموا يا كرام"، كما قال الحسين يوم عاشوراء لأصحابه: "قوموا يا كرام". امتلأت بيروت اليوم بالعراقيين. اليوم تذهب إلى كل شوارع بيروت، ستجدها مليئة بالخيام. من هؤلاء؟ ما هذه؟ هذه الخيام للعراقيين. "لبيك يا حسين، لبيك يا حسين، لبيك يا حسين، لبيك يا نصر الله، لبيك يا نصر الله". امتلأت، أحسنت، أحسنت، أحسنت، امتلأت بالعراقيين. الآن المواكب العراقية تبدأ من الصباح، اللطم، الرواديد، فلان وفلان وفلان، كلهم ذهبوا لإقامة الأربعين. مثل أربعين للحسين، فهم اليوم يقيمون أربعين الحسن بن الحسين، الذي أحيا خط الحسين، والذي استشهد في طريق الحسين، والذي قال للحسين: "لبيك يا حسين". العراقيون اليوم هم الذين يقودون جماهير هذا التشييع، يلطمون، كيف سيحدث؟ قبر نصر الله، كان لا يوجد إمام في لبنان، الآن ابن الإمام سيصير قبره هناك شامخًا، وعلى قبته راية شف الكربات.