أكد آية الله السيد ياسين الموسوي أستاذ البارز في الحوزة النجف الأشرف في كلمة وجهها لطلبة الحوزة العلمية خلال فترة العطلة الصيفية التي تمتد لثلاثة أشهر على أهمية استغلال هذه الفترة في إصلاح النفس وتربيتها، مشيراً إلى أن العلم وحده لا يكفي دون العمل الصالح.
وأوضح السيد الموسوي أن العلم قد يصبح حجاباً أمام المعرفة إذا لم يُترجم إلى تطبيق عملي، مستشهداً برواية حول إبليس حيث كان عالماً لكنه ضلّ بسبب تكبره وبعده عن روح الدين. كما حذّر من الانشغال بالشبهات العقدية والمناقشات غير المجدية، خاصة تلك التي تروجها التيارات الضالة، داعياً الطلبة إلى التركيز على تزكية النفس وتقوية الصلة بأهل البيت (عليهم السلام).
وشدد على أن زيارة الأئمة (عليهم السلام)، وخاصة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف، من أفضل الوسائل لتطهير النفس، مستذكراً نصائح المراجع والعلماء الأخلاقيين بأهمية المجاورة الروحية للأئمة والاستفادة من بركاتها.
وفي سياق متصل، نقل السيد الموسوي قصة أحد طلبة العلم قبل خمسين عاماً الذي سأل المرحوم آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري عن أفضل ما يقرؤه في العطلة، فأوصاه بقراءة "بحار الأنوار" كاملاً لفهم كلام أهل البيت (عليهم السلام) بشكل أعمق.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة الموازنة بين التحصيل العلمي والتربية الروحية، محذراً من إضاعة الوقت في متابعة الشبهات والمناقشات العقيمة، ودعا الله أن يوفق الطلبة لاستثمار العطلة في ما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم.